شبكة قدس الإخبارية

بيت حانون.. التهديد الأكثر فتكا بقوات الاحتلال 

7de301a0-a205-11ef-b957-51388b25e7a1.jpg

ترجمة - شبكة قُدس: قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن جيش الاحتلال خاض معارك ضارية مع المقاومة الفلسطينية في بيت حانون على وجه التحديد، خلال الأسابيع الأخيرة، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الجنود.

تقول الصحيفة الإسرائيلية، إن بيت حانون كانت مقرا لمنصات صواريخ المقاومة على مدار السنوات الماضية، تطلق منه الصواريخ باتجاه مستوطنات الغلاف خاصة "سديروت".

وأضافت، أن بيت حانون، كانت نقطة انطلاق للعديد من الهجمات التي نفذتها المقاومة، لذلك ركزت قوات الاحتلال على محاولة القضاء على المقاومة فيها لكنها فشلت وشكلت بيت حانون رمزا للتحدي الأوسع نطاقا في قطاع غزة.

وأكدت الصحيفة، أن قوات الاحتلال تكبدت خسائر فادحة في بيت حانون، خلال الشهر الماضي، "وهذا يوضح كيف أن حماس، حتى عندما يزعم جيش الاحتلال هزيمتها تواصل تنفيذ الهجمات بشراسة".

ويوم أمس، كشفت القناة 12 العبرية، أن طاقما كاملا من لواء "ناحال" في جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل في معركة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى التهديد الذي تشكله خلايا حماس في المنطقة، والتي نشطت في تفخيخ المباني وتفجيرها في قوات الاحتلال، حيث أصبح هذا التهديد الأكثر فتكا في شمال قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة، أن حماس تحولت خلال النصف الأخير من العام إلى استخدام العبوات الناسفة، حيث إن "المقاومين كل ما عليهم فعله هو الانتظار، وأن الوقت في صالحهم، لذا فإنهم يجهزون المباني بالفخاخ وينتظرون، وهم لا يحتاجون إلى خوض حرب تقليدية، وهدفهم هو استنزاف قوات الاحتلال"، وفق الصحيفة.

وتشير الصحيفة، إلى أن المعارك في شمال قطاع غزة، أجبرت جيش الاحتلال على إرسال عدد كبير من جنوده إلى المنطقة، وعلى سبيل المثال، في الثاني والعشرين من ديسمبر/كانون الأول، أشار جيش الاحتلال إلى أن لواء "كفير" قد انتقل إلى تنفيذ عمليات غرب بيت حانون، وهذا يعني أن ثلاثة ألوية على الأقل من جيش الاحتلال تحت قيادة الفرقة 162، شاركت في عمليات في هذه المنطقة.

وأردفت الصحيفة الإسرائيلية الناطقة باللغة الإنجليزية، أن هذه المنطقة ليست كبيرة، وحقيقة أن العديد من الوحدات اضطرت إلى البقاء في هذه المدينة منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول حتى منتصف يناير/كانون الثاني لمحاولة القضاء على المقاومة.

وفي جباليا شمال القطاع، بدأت قوات الاحتلال عملية على مستوى الفرقة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، وقد امتدت هذه المعركة الآن لمدة ثلاثة أشهر. وعندما بدأت عملية جباليا، كانت المرة الثالثة على الأقل التي يقاتل فيها جيش الاحتلال هناك منذ بدء المعارك البرية في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقد تم الكشف وفق الصحيفة، عن آلاف المقاومين في جباليا وحدها مثلا، التي تعتبرا مركزًا للنشاط الفلسطيني لعقود من الزمن. وتاريخيًا، كانت مخيمات اللاجئين في غزة مراكز لأنشطة المقاومة.

حماس لم تهزم

ولكن تهديدات المقاومة، وفق الصحيفة، برزت في بيت حانون، وكان من المفترض أن يتم عزل بيت حانون، القريبة من الحدود والتي يمكن الوصول إليها عبر الطرق من جباليا، وأن يتم إلحاق الهزيمة بخلايا المقاومة، ولكن الأسبوعين الأولين من شهر يناير/كانون الثاني أظهرا أن الأمر ليس كذلك، فقد لقي جنود من جيش الاحتلال حتفهم في هجمات بالعبوات الناسفة وغيرها من أنواع الانفجارات، وهذا يكلف "إسرائيل" ثمنا باهظا وليس بالأمر السهل.

وشددت الصحيفة، على أن "الدرس المستفاد هنا هو أن حماس لم تُهزم بعد. فهي لا تزال تسيطر على مدينة غزة ووسط غزة وأجزاء من خان يونس. وهي تسيطر على كل المدنيين في غزة وتجند أعدادا من بينهم. وحماس لا تحتاج إلى تجنيد هذا العدد الكبير من الناس للبقاء في السلطة. بل تحتاج فقط إلى تجنيد نسبة ضئيلة من الشباب الذين بلغوا سن الرشد. وسكان غزة شباب، وبالتالي فإن هناك العديد من المجندين المحتملين. وكل ما يتعين على حماس أن تفعله هو العثور على شابين أو ثلاثة من كل مائة شاب حتى تتمكن من تعويض خسائرها".

وأشارت الصحيفة، إلى أن حماس تسيطر على مخيمات اللاجئين الرئيسية في وسط غزة، بما في ذلك مخيم النصيرات، ومخيم البريج، ومخيم دير البلح، ومخيم المغازي. وقد تكون كل من هذه المخيمات صعبة مثل مخيم جباليا. وقد أثبتت معركة بيت حانون أنها أكثر تكلفة مما كان ينبغي لها. وقد وجدت حماس وغيرها من جماعات المقاومة وسيلة للبقاء، وتشكل معركة بيت حانون مثالاً على هذا التحدي.